رفعت سوريا مستوى تدابير الحماية والأمن إلى درجة أعلى، بعد أن شنت إسرائيل هجوماً جديداً بذريعة الدفاع عن الطائفة الدرزية. وبدأت تركيا بالتعاون مع الحكومة السورية في هذا الشأن من خلال خطوات مشتركة.
وبحسب تقرير للصحفي يلماز بيلغين، فقد قامت إسرائيل، التي تحتل أراضي الجولان السورية، بتوسيع احتلالها ليشمل ريف درعا والقنيطرة، وقصفت موقعاً لا يبعد سوى 700 متر عن القصر الجمهوري في دمشق. جاء هذا الهجوم بعد أيام من نشر صحيفة تركيا المعروفة بقربها من الحكومة التركية٬ خبراً يفيد بأن “تل أبيب تخطط لاغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع”.
وفي أعقاب هذا التصعيد، أدلى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بتصريحات وصفا فيها الهجمات بأنها “رسالة واضحة إلى دمشق”. وبدورها، اتخذت الحكومة السورية قرارات جديدة تتعلق بحماية الشخصيات والمؤسسات الحساسة، وبدأت في تنفيذ إجراءات أمنية متقدمة تشمل أنظمة رقمية وتدريباً متخصصاً للعناصر الأمنية.
وبحسب صحيفة تركيا التي نشرت الخبر وترجمه موقع تركيا الان٬ كشفت مصادر مطلعة عن وجود تعاون وثيق بين أنقرة ودمشق في هذا السياق، حيث يعمل الطرفان على تنفيذ خطوات مشتركة تهدف إلى إنهاء جميع الانتهاكات التي تهدد وحدة الأراضي السورية، وتحقيق أمن شامل ومتعدد الأبعاد للبلاد.
وكشف مسؤول أمني سوري رفيع في تصريح خاص٬ أن القوة التي تحرّض الدروز في السويداء هي إسرائيل، مشيراً إلى أن تعليمات نقل التمرد إلى دمشق صدرت من تل أبيب. وأوضح المصدر أن هناك عدداً كبيراً من عملاء الموساد في السويداء، وقال: “من بين الذين يسعون لإثارة الفوضى هنا، هناك عدد كبير من عملاء الموساد. إسرائيل من جهة تثير مجموعة من الناس على أراضينا بهدف تقسيم شعبنا، ومن جهة أخرى تقصف الجنود السوريين الذين يذهبون لإرساء الأمن هناك. نتنياهو يهدد بشكل صريح قائلاً: ’لن نسمح بتمركز الجيش السوري في الجنوب‘. وقد اندلعت الأحداث الأخيرة مباشرة بعد عرض قدمته تل أبيب عبر وسطاء، تطالب فيه بقبول ’اتفاقيات إبراهيم‘. لقد طلبوا منا بشكل واضح أن نخون الثورة، لكننا رفضنا ذلك بقوة”.
وأضاف المسؤول: “الضغط لا يقتصر اليوم على الدروز فقط، بل يشمل أيضاً جناح PKK-YPG (قسد) وشيوخ الطائفة العلوية. تشهد سوريا حالياً عملية إعادة تشكيل شاملة في السياسة والجيش والمخابرات وكل مؤسسات الدولة. أما إسرائيل، فهي تسعى إلى تخريب هذا المسار الانتقالي والمرحلة الجديدة، بهدف منع تشكّل دولة سورية موحدة. إنها ترى في هذه المرحلة فرصة وتدفع نحو إشعال الحرب من جديد. وهذا فخ واضح. لقد حاولوا مراراً تحريض العلويين وPKK-YPG والدروز للتمرد في الوقت نفسه، لكنهم فشلوا”.
وأكد المسؤول أن الدور الذي تلعبه تركيا في مواجهة تشكيلات PKK-YPG في شمال وشرق البلاد، يحظى بأهمية حاسمة، مضيفاً: “ما زالت محادثاتنا مستمرة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ونتنياهو أرسل عدة مرات ممثلين إلى تلك المناطق لدفعهم إلى الانسحاب من المفاوضات. لكن الدولة السورية مصممة بكل قواها على مواجهة كل مخططات التقسيم”.
قوات الحكومة تدخل السويداء
واصلت إسرائيل هجماتها على سوريا، حيث استهدفت القصر الجمهوري عند الفجر، وتبعت ذلك بدوريات لطائرات مسيّرة وهجمات متفرقة على مواقع للجيش في السويداء خلال اليوم. وعلى الرغم من هذه العرقلة، تمكنت القوات الأمنية المرسلة من دمشق من دخول السويداء عبر أربع نقاط، أبرزها منطقة القاعدة في الثعلة ومنطقة الكبرى
وفي الوقت ذاته، تمكنت القوات الأمنية من إنهاء التحرك المدعوم إسرائيلياً للدروز في منطقتي جرمانا والأشرفية التابعتين لدمشق، عبر عملية أمنية محكمة. وكانت جرمانا تُعرف في عهد النظام السوري بأنها مركز للدعارة.
وأصدر وجهاء الطائفة الدرزية في سوريا بياناً أعلنوا فيه مجدداً وقوفهم إلى جانب الإدارة الجديدة، وأكدوا أنهم يتقاسمون المستقبل مع باقي أبناء الشعب السوري، كما دعوا جميع مؤسسات الدولة التابعة لدمشق إلى الانتقال إلى السويداء والعمل من داخلها.
الشرع يستقبل الزعيم الدرزي جنبلاط
أصدرت إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع بيان إدانة شديد اللهجة عقب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف محيط المجمع الرئاسي في دمشق. وأكدت الحكومة السورية في بيانها أنها لن ترضخ لتهديدات إسرائيل، وأن النظام والقانون سيتم فرضهما في جميع أنحاء البلاد.
وفي ظل تصاعد خطورة الاشتباكات التي بدأتها الجماعات الدرزية المسلحة، استقبل الرئيس الشرع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في العاصمة دمشق. ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل المواضيع التي نوقشت خلال الاجتماع.
دروز إسرائيل: دعوة للتدخل العسكري في سوريا
نظم دروز إسرائيل احتجاجات في عدة نقاط شمال البلاد مطالبين بتدخل عسكري في سوريا. حيث قاموا بإشعال النيران في الطرق وتنظيم مظاهرات على الطرق السريعة، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور على الطريق السريع رقم 6 في كلا الاتجاهين. في الوقت نفسه، انطلقت مظاهرات من قادة دروز نحو مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث التقى بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، مع شيخ مفلح طريف، زعيم الدروز في مرتفعات الجولان المحتلة.
وفي اللقاء، شكر طريف نتنياهو على دعمه لمجتمع الدروز، معربًا عن امتنانه لما اتخذته الحكومة الإسرائيلية من خطوات لحماية المجتمع الدرزي في الأيام الأخيرة.
ترجمة وتحرير تركيا الان