أثارت باميلا أندرسون دهشة النّاس في حفل Met Gala لعام ٢٠٢٥، ولكن ليس للأسباب الّتي توقّعها النّاس. وبينما كانت تخطو على السّجّادة الحمراء في متحف متروبوليتان للفنون، اتّجهت الكاميرات نحوها بسرعة، وأثار ما التقطته الكاميرات ضجّة فوريّة. مع شعر أشقر قصير جديد، ومكياج بسيط، ونظرة بعيدة شبه غائبة، بدت باميلا غير قابلة للتّعرف إليها تقريبًا بالنّسبة إلى المعجبين بها منذ فترة طويلة.
لم يكن الأمر يتعلّق فقط بالأسلوب، بل كان يتعلّق بالطّريقة الّتي تتحرّك بها ببطء، وبرفق، وكأنّها لم تكن موجودة بشكل كامل.
وبدت أيقونة مسلسل Baywatch، التي تبلغ من العمر سبعة وخمسين عامًا، مرتدية فستانًا من تصميم Tory Burch مزيّنًا بالكريستال وكأنّها تتجوّل على السّجّادة الحمراء بطاقة هادئة ولكن فارغة. لم تكن هناك أيّ محاولات جريئة، ولا ابتسامات واثقة مألوفة، بل كان فقط هدوء وسكون وتعبير زجاجيّ جعل المصوّرين والمشاهدين على حدٍّ سواء ينظرون مرّتَين.
نظرة باميلا أندرسون البعيدة ومشيتها البطيئة تثير القلق والفضول لقد تركت تلك اللحظة الكثير من التّساؤلات: هل كانت مندهشة؟ هل كان الأمر متعلّقًا بثقل الحدث أم بشيء آخر؟ مهما كان السّبب، كان التّحوّل واضحًا. باميلا الّتي كانت معروفة في السّابق بامتلاكها كلّ زاوية للكاميرا، بدت الآن وكأنّها في مكان آخر تمامًا. وبالنّسبة لامرأة اعتادت أن تطلب كلّ حركة منها الاهتمام، كان هذا الوجود النّاعم الباهت غريبًا.
إنّ السّياق مهمّ، بطبيعة الحال. اتّجهت باميلا إلى أسلوب حياة أكثر طبيعيّة وخالية من المكياج في السّنوات الأخيرة، واستقبلت الشّيخوخة بشروطها الخاصّة. في حفل Met Gala العام الماضي، أحدثت ضجّة عندما ظهرت عارية الوجه بفستان مذهل من تصميم أوسكار دي لا رينتا. لكن مظهرها هذا العام، رغم كونه لا يزال مواكبًا للموضة، بدا مختلفًا. لقد كان أنيقًا، نعم، لكنّه كان بعيدًا. حقيقيّ لكنّه هادئ.
ومع ذلك، لم تختفِ باميلا تمامًا عن الأضواء. وقد نال أداؤها الأخير في فيلم The Last Showgirl إشادة من النّقّاد وحتّى ترشيحًا لجائزة جولدن جلوب، ممّا يمثّل علامة فارقة في مسيرتها التّمثيليّة. ولكن حتّى مع هذا النّجاح، أثارت لحظة حفل Met Gala الدّهشة. هل كانت تختار فقط الأصالة أم أنّ هناك شيئًا آخر ظهر من خلاله؟