في حادثة غير تقليدية، رفضت السيدة فهرية ألفرت، البالغة من العمر 80 عامًا، أن تكون ضحية لعملية احتيال حاول خلالها المحتال إيهامها بأنه شرطي أو مدعٍ عام، مستخدمًا شعار جهاز المخابرات الوطني التركي (MİT) في صورة ملفه الشخصي على تطبيق واتساب.
بدأت محاولة الاحتيال عبر اتصال هاتفي، حيث حاول المشتبه به إقناع السيدة فهرية بأن هويتها قد سُرقت، وأن أشخاصًا قد استخدموا بياناتها في عمليات مالية. وقال: “أشخاص سحبوا المال باسمك”. ثم أرسل صورة مزوّرة عبر واتساب زاعمًا أنها تخص هويتها، في محاولة لكسب ثقتها. لكن السيدة فهرية كانت حريصة وأدركت أن الصورة ليست لها.
التهديدات بالاعتقال
لم تتوقف محاولة الاحتيال هنا، بل استمر المشتبه به في تهديد السيدة فهرية قائلًا: “إذا أخبرت أولادك، كما حدث مع جماعة فتح الله غولن في 15 يوليو، سيأخذون ابنك أيضًا.” وعندما لم تستجب السيدة للتهديدات، زعم المحتال قائلاً: “أنت تهين الدولة، بسبب كلماتك هذه ستجلسين في السجن 14 يوماً.” إلا أن السيدة فهرية لم تنخدع واستمرت في الرد على تهديداته بقوة.
أثناء المحادثة، أصرت السيدة فهرية على أن التهديدات ليست سوى محاولة للضغط النفسي عليها. ردّت قائلة: “لم أهن أحداً! جيراني يعرفونني.” وعندما أصرّ المحتال على تهديدها بالمزيد من الضغوط، قالت: “يا ابني، لا تكذب. أنا امرأة اصلي. الله يخزيك ويجعل حياتك جحيماً.” هذه الكلمات كانت بمثابة الضربة القاضية لمحاولة الاحتيال.
في حديثها بعد الواقعة، أكدت السيدة فهرية أنها كانت على دراية بأن هناك من يسعى لخداعها مثلما حدث مع آخرين. وقالت: “حتى خدعوا الأساتذة، وكانوا سيخدعونني أيضًا.” كما أشارت إلى أنها تلقت نصائح بعدم مشاركة ما حدث مع أحد، لكنها قررت أن تخبر الآخرين حتى يتجنبوا الوقوع في الفخ. وأضافت: “أنا امرأة مسنّة، بالطبع سأخبر.”
هذه القصة تبرز قوة الوعي الشخصي في التصدي لمحاولات الاحتيال، وتوضح كيف أن الخبرة والحكمة يمكن أن تكون درعًا ضد المخططات الاحتيالية.