أنت في وضع التصفح السريع. اضغط لإظهار الصور والتمتع بتجربة كاملة.

القهوة تغزو تركيا: استهلاك قياسي وأسعار تواصل الصعود!

القهوة تسجل أرقامًا قياسية في تركيا

تسجل واردات القهوة في تركيا أرقامًا قياسية مع ارتفاع الاستهلاك المحلي. ففي الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، تم استيراد 30.3 ألف طن من القهوة، بزيادة بلغت 33.4٪. ويُعزى هذا الارتفاع إلى تزايد الاستهلاك في السنوات الأخيرة، وانتشار سلاسل القهوة ومقاهي الجيل الثالث، مما رفع متوسط استهلاك الفرد إلى نحو 1.5 كيلوغرام. ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو في الاستهلاك على المدى المتوسط.

في تركيا، يتجه استيراد القهوة نحو مستويات قياسية في ظل ارتفاع الطلب عليها خلال السنوات الأخيرة. فقد أدى تزايد استهلاك القهوة إلى انتشار سلاسل المقاهي ومقاهي الجيل الثالث عامًا بعد عام. ولم يقتصر الأمر على القهوة وحدها، بل أسهمت منتجات المخابز والحلويات والمشروبات الجانبية والقوائم المتنوعة التي تُقدَّم معها في توسيع سوق القهوة بشكل ملحوظ.

يشير ممثلو القطاع إلى حدوث تحوّل في عادات المستهلكين، حيث لم تعد القهوة مجرد مشروب، بل أصبحت أسلوب حياة. وخلال الربع الأول من هذا العام، ارتفع حجم واردات القهوة بنسبة 33.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إلى 30 ألفًا و300 طن. وفي الفترة ذاتها، بلغت قيمة واردات القهوة 181.5 مليون دولار، مسجلة زيادة بنسبة 87.7%.

الطلب على القهوة عالية الجودة يتزايد في الأناضول

قال المدير التنفيذي لشركة Arabica Coffee House سرتاج يالتشين إن الزيادة بنسبة 33.4% في واردات القهوة خلال الربع الأول من هذا العام تعكس التحول في عادات المستهلكين في تركيا، مشيرًا إلى أن القهوة لم تعد مجرد مشروب بل أصبحت ثقافة وأداة للتواصل الاجتماعي.

وأضاف يالتشين أن اهتمام الجيل الشاب المتزايد بالقهوة وانتشار مفهوم “الجيل الثالث من المقاهي” ساهما في دفع الاستهلاك إلى مستويات غير مسبوقة، موضحًا أن الطلب لا يقتصر على المدن الكبرى فقط، بل يشمل العديد من مدن الأناضول حيث توجد فئة كبيرة من المستهلكين تسعى للحصول على قهوة عالية الجودة.

وأشار إلى أن هذا الطلب المتزايد ينعكس بطبيعة الحال على أرقام الاستيراد، متوقعًا أن يستمر النمو في الطلب خلال الفترة المقبلة. وأوضح: “نحن في الشركة نتابع هذه الديناميكيات عن كثب ونخطط استثماراتنا بناءً عليها. وقد حددنا هدفنا الاستثماري لهذا العام بنحو 200 مليون ليرة تركية، ونسعى لرفع عدد فروعنا إلى 230 فرعًا.”

أسعار القهوة مرشحة للبقاء مرتفعة 

علق الرئيس التنفيذي لموقع Kahve.com، ليفنت أقداش، على ارتفاع واردات القهوة، مشيرًا إلى أن الأسعار قد تظل مرتفعة لفترة من الزمن. وقال إن المستوردين ربما استغلوا استقرار سعر الصرف لزيادة مخزون المواد الخام، متوقعًا أن “الزيادة في الرسوم الجمركية خلال الربع الأول من عام 2025 كانت أعلى من الزيادة في الاستهلاك”. وأضاف: “أتوقع استمرار ارتفاع الأسعار حتى خريف عام 2025”.

قطاع القهوة يواصل نموه في تركيا

أكد المستثمر في قطاع (HORECA) ومؤسس Fredonia Coffee إدريس أكغول، أن السنوات الخمس الماضية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في مقاهي الجيل الثالث في تركيا. وأوضح أن تزايد عدد العلامات التجارية لسلاسل القهوة، والمقاهي المحلية المتخصصة، وارتفاع استهلاك القهوة المنزلية عالية الجودة، ساهم في جعل القهوة مشروبًا ينافس الشاي، خاصة في المدن الكبرى التي تسكنها نسبة عالية من الشباب.

وأشار أكغول إلى أن ظروف المناخ في البرازيل وفيتنام صعّبت من عمليات الإنتاج، ما انعكس سلبًا على الأسعار. كما أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية أدى إلى زيادة كبيرة في تكلفة استيراد القهوة، وتسارع في ارتفاع قيمتها السوقية.

وفي ختام حديثه، لفت إلى أن استهلاك الفرد من القهوة في تركيا يبلغ حاليًا نحو 1.5 كيلوجرام فقط، وهو رقم لا يزال أقل بكثير من متوسط الاستهلاك في أوروبا، لكنه أشار إلى أن وتيرة النمو في الاستهلاك قوية جدًا. وأكد أن ثقافة “القهوة الجاهزة”، وآلات القهوة بالكبسولات، والقهوة المفلترة تواصل الانتشار بقوة.

5 عوامل رئيسية وراء ارتفاع استهلاك القهوة في تركيا
شهدت تركيا في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في استهلاك القهوة، ويُعزى هذا النمو إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وفيما يلي أبرز خمسة أسباب تقف وراء هذا التحول:

تأثير الجائحة:
قبل جائحة كورونا، كان استهلاك القهوة موجودًا لكنه محدود نسبيًا. ومع تفشي الوباء، بدأ الناس في استهلاك القهوة بشكل أكبر سواء في المنازل أو في الخارج.
انتشار المقاهي:
خاصة في المدن الكبرى، انتشرت ثقافة القهوة الصناعية بسرعة. وتضاعف عدد المقاهي، سواء كانت سلاسل شهيرة أو محلات متخصصة (بوتيك).
نظام العمل من المنزل:
أصبح العديد من العاملين يفضلون استخدام المقاهي كمكان للعمل، مما أدى إلى زيادة الطلب على القهوة وارتفاع عدد المحلات.
الاهتمام بأجهزة القهوة المنزلية:
بدأ المستهلكون في البحث عن التنوع داخل المنزل، ما أدى إلى ارتفاع مبيعات ماكينات القهوة والأدوات المتعلقة بها.
تنوع المنتجات المرافقة:
لم يعد الأمر يقتصر على القهوة فقط، بل ارتفع الطلب أيضًا على المنتجات المرافقة مثل الحلويات والمخبوزات والمشروبات الجانبية والآيس كريم.

الطلب على القهوة ارتفع بعد الجائحة

أوضح رئيس مجلس إدارة شركة ENC Expo نيازي جوشكونسوي أن السبب الرئيسي وراء الزيادة الملحوظة في واردات القهوة يعود إلى التغير السريع في توازن العرض والطلب، مشيرًا إلى أن “الطلب على القهوة ارتفع بشكل كبير خاصة بعد جائحة كورونا، ولم يقتصر ذلك على الاستهلاك الفردي فقط، بل ترافق مع تزايد ملحوظ في عدد المقاهي”.

وأضاف جوشكونسوي أن الظروف المناخية التي شهدتها البرازيل وأمريكا الجنوبية مؤخرًا أثرت سلبًا على إنتاج القهوة، مما أدى إلى ضغوط على السوق العالمية. وفي محاولة للحد من تأثير هذه الأزمة، قامت تركيا بإلغاء الرسوم الجمركية على القهوة المستوردة من إفريقيا.

 

شاركها
غردها
أرسلها
أنشرها

قد يعجبك هذا

مختــــــــــــــارات