في تصريحات على متن الطائرة خلال عودته من المجر.. الرئيس التركي يتحدث عن ملفات إقليمية ومحلية أبرزها الدستور، والقضية الكردية، والعلاقات مع أميركا، وملف غزة.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حجم التبادل التجاري بين بلاده والدول الأربع الأعضاء في منظمة الدول التركية ارتفع بنسبة 50% خلال السنوات الخمس الماضية، ليصل إلى 80 مليار دولار، مؤكداً أن القمة الأخيرة التي استضافتها بودابست هي الأولى من نوعها التي تُعقد في دولة عضو مراقب داخل حدود الاتحاد الأوروبي.
وأشار أردوغان إلى أنه جرى خلال القمة التوافق على إعلان بودابست، وقبول ثلاث وثائق أخرى، كما أُعيد التأكيد على اعتبار جمهورية شمال قبرص التركية جزءًا لا يتجزأ من العالم التركي، لافتاً إلى أن تركيا كانت سباقة في تضمين ملفات غزة، فلسطين، سوريا وأفغانستان في الإعلان الختامي.
خارطة طريق لإنهاء الإرهاب
وفيما يتعلق بملف حزب العمال الكردستاني، قال أردوغان: “قررت المنظمة الإرهابية نزع سلاحها وحل نفسها. نحن مهتمون بالمرحلة المقبلة.
وأضاف أن “الأطفال الذين ولدوا عندما بدأت هذه المشكلة تجاوزوا اليوم سن الأربعين. لقد مرت أجيال في ظل هذه الأزمة”، مشيراً إلى أن الدولة تعاملت مع القضية منذ البداية بصدق ورغبة في الحل.
وأعرب أردوغان عن فخره بقوات الأمن التركية وعائلات الشهداء، مؤكداً أن الاستخبارات الوطنية تواصل جهودها مع باقي مؤسسات الدولة لتحقيق هدف “تركيا خالية من الإرهاب” بشكل منظم.
فرصة جديدة للحزب الديمقراطي
وفي سياق الحديث عن التحولات السياسية في البلاد، أشار أردوغان إلى أن تخلي الحزب الديمقراطي عن السلاح سيمنحه فرصة جديدة للمشاركة السياسية، خاصة مع امتلاكه أكثر من 50 نائباً في البرلمان، مشدداً على أن “ممارسة السياسة بطريقة جديدة سيكون لها انعكاسات إيجابية على الحزب والبلاد”.
دعم القطاع الحقيقي والاقتصاد
وحول التحديات التي يواجهها القطاع العقاري فيما يتعلق بالحصول على الائتمان وتكاليفه، قال أردوغان: “ننفذ برنامجنا الاقتصادي بعزم. نراقب انخفاض التضخم، ونهتم بتفعيل صندوق ضمان الائتمان. قد نحتاج لضخ تمويل من هذا الصندوق لتحفيز الحركة الاقتصادية”.
وكشف الرئيس التركي عن نية حكومته اتخاذ “خطوة مختلفة جداً” في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن نتائج السياسة الاقتصادية المتبعة تظهر تحسناً في مؤشرات النمو، والاستقرار المالي، والتصنيف الائتماني.
نحو دستور مدني جديد
وردًّا على سؤال: “لماذا تحتاج تركيا إلى دستور جديد؟ وهل هناك إجماع برلماني وشعبي على ذلك؟”، قال أردوغان إن البلاد بحاجة إلى دستور جديد يصوغه المدنيون، وليس من وضعه الانقلابيون، مشيراً إلى أن حزب العدالة والتنمية يعمل على هذه المسألة وكلف بعض أعضائه بإعداد الخطط اللازمة.
وأضاف: “السؤال الآن، هل سينضم حزب الشعب الجمهوري إلينا في هذه الرحلة؟ دعونا نشكّل لجانًا ونبدأ العمل على الدستور. لا توجد مشكلة في البنود الأربعة الأولى. نحتاج فقط إلى خارطة طريق”.
وأكد أردوغان أنه لا ينوي الترشح مجددًا قائلاً: “نحن لا نريد هذا الدستور من أجل أنفسنا، بل من أجل وطننا”.
الوضع في سوريا وملف “وحدات حماية الشعب”
ورداً على سؤال يتعلق بالموقف من الملف السوري والتقارب مع دمشق، قال أردوغان: “في محادثتي الهاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ناقشنا قضية رفع العقوبات عن سوريا. وشاركنا في اجتماع بالرياض عبر الإنترنت بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع”.
وأوضح أن تركيا تتابع عن كثب ملف “وحدات حماية الشعب”، متسائلًا: “هل ستستجيب هذه الوحدات لدعوة تركيا لنزع السلاح، أم ستبقى ملتزمة باتفاق 8 مارس الموقع في دمشق؟”
وكشف أردوغان عن وجود لجنة تضم تركيا وأميركا وسوريا والعراق تناقش مصير معتقلي تنظيم الدولة والمدنيين في المخيمات، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستكون “حاسمة للغاية”.
رد على دعوات الانتخابات المبكرة
وعن تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل بشأن احتمال إجراء انتخابات فرعية، قال أردوغان: “ما يقصده ليس انتخابات مبكرة، بل فرعية. لا يوجد ما يستدعي ذلك حالياً. أرسلت الأمة ممثليها إلى البرلمان لخمس سنوات، ولن ندفع تركيا إلى الفوضى من أجل رغبات شخصية”.
العلاقات مع الولايات المتحدة
وأكد أردوغان أن العلاقات التركية الأميركية “أقوى مما يظن البعض”، موضحاً أن هناك نية لزيارة الولايات المتحدة ولقاء ترامب وجهاً لوجه، وقال: “نظرة ترامب إلى تركيا إيجابية، ونحن نبادلهم ذلك. علاقتنا تقوم على الاحترام والصدق”.
تعاون متزايد مع المجر
ورداً على سؤال حول مستقبل العلاقات مع المجر، قال أردوغان إن بودابست تحقق تقدمًا في مجال تربية الحيوانات، وإن تركيا والمجر تتعاونان عسكرياً ضمن الناتو وتعملان على تعميق التعاون الدفاعي بمشاريع ملموسة.
الغاز الطبيعي والبحوث البحرية
في سياق آخر، دافع أردوغان عن سياسة التنقيب في البحر الأسود قائلاً: “رغم الانتقادات، اكتشاف حقل ساكاريا للغاز كان نقطة تحول. نشتري حالياً سفناً جديدة للأبحاث الزلزالية، ونحن لا نخطط للبقاء فقط في البحر الأسود، بل نتوسع في مناطق أخرى، مثل الصومال”.
موقف تركيا من غزة
وحول الموقف التركي من الحرب على غزة، قال أردوغان: “أصبحت غزة اختباراً حقيقياً للنظام الدولي، وقد فشل الغرب في اجتيازه. تركيا تواصل دعم الإنسانية والكرامة، وتعمل على إيصال المساعدات الغذائية رغم منع الاحتلال. وهناك صحوة أوروبية متأخرة ضد إسرائيل، لكننا نأمل بتحويل هذه التطورات إلى نتائج إيجابية بأسرع وقت”.