تراجعت أسعار القهوة، التي بلغت مستويات قياسية خلال هذا العام، بأكثر من 10% في مايو/أيار، لتصبح من أكثر السلع الأساسية التي تثير قلق المستثمرين. ويعود ذلك إلى التوقعات بزيادة العرض العالمي، مما أدى إلى ضغوط هبوطية على الأسعار.
زيادة متوقعة في إنتاج البرازيل وفيتنام
أشارت التقديرات إلى أن أكبر منتجي القهوة في العالم، وعلى رأسهم البرازيل وفيتنام، سيزيدون إنتاجهم في الموسم المقبل. وتوقعت وزارة الزراعة الأميركية أن يصل إنتاج البرازيل إلى 65 مليون كيس في موسم 2025/2026، بزيادة 0.5% سنوياً، بينما يُتوقع أن يرتفع إنتاج فيتنام بنسبة 6.9% ليصل إلى 31 مليون كيس.
ارتفاع الإنتاج في كولومبيا يضغط على السوق
سجّل إنتاج القهوة في كولومبيا، ثالث أكبر منتج عالمي، أعلى مستوياته منذ 29 عاماً، مما زاد من المعروض في السوق وساهم في تسريع هبوط الأسعار. كما توقعت وكالة “كوناب” البرازيلية أن يصل إنتاج البلاد إلى 55.7 مليون كيس في 2025، بزيادة 7.5% عن تقديرات يناير/كانون الثاني.
سعر القهوة يتراجع رغم بلوغه ذروته سابقاً
في بورصة “إنتركونتيننتال إكستشينج” الأميركية، هبط سعر الرطل من القهوة إلى 3.58 دولارات، بعد أن كان قد وصل إلى ذروته عند 4.30 دولارات. ويُعزى هذا الانخفاض إلى تراجع الطلب نتيجة الأسعار المرتفعة التي جعلت المشترين مترددين في إبرام صفقات طويلة الأجل.
ظروف الطقس تؤثر على الإنتاج والطلب
شهدت مناطق في البرازيل ارتفاعاً في درجات الحرارة ونقصاً في الأمطار، مما أثر على نمو أشجار البن. وفي فيتنام، تراجع الإنتاج في العام الماضي بفعل الظروف المناخية. ومع ذلك، فإن توقعات بهطول الأمطار في البرازيل تدعم استمرار وفرة المعروض.
محلل: التضخم والطقس يزيدان التقلبات في السوق
قال توري ألدين، المحلل الزراعي البارز في شركة “فاست ماركتس” في لندن، إن تقلبات الأسعار تعود جزئياً إلى المخاطر المناخية، إلا أن انتهاء ظاهرة “النينيا” قد يقلل من هذه التأثيرات. وأضاف أن المستثمرين المؤسسيين قد يطيلون أمد تقلبات الأسعار في ظل مخاوف التضخم، مشيراً إلى أن “استمرار انخفاض الأسعار مرهون بعدم حدوث تغييرات هيكلية في الإنتاج أو الطلب”.