ألقى وزير المواصلات والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، كلمة هامة خلال حفل بدء خدمة القمر الصناعي “توركسات 6A”، مؤكداً أن هذا المشروع يُعد خطوة تاريخية تعزز من حضور تركيا في مجال الفضاء. وأوضح أن القمر الصناعي “توركسات 6A” سيخدم الشعب التركي لمدة لا تقل عن 15 عامًا، مقدماً خدمات حيوية في مجالات البث التلفزيوني، الاتصالات في حالات الطوارئ، وضمان تواصل مستمر دون انقطاع.
وقد أقيم الحفل في مقر شركة توركسات بمنطقة غولباشي، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي عبر عن فخره بهذا الإنجاز الكبير.
في كلمته، أشار أورال أوغلو إلى أن رحلة تركيا مع الأقمار الصناعية بدأت عام 1994، مشيراً إلى النجاح المستمر الذي حققته البلاد في هذا المجال من خلال إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية “توركسات” بدءًا من “توركسات 1B” إلى “توركسات 5B”. وأضاف أن “توركسات 6A” هو قمر صناعي متميز، حيث تم تصنيعه بنسبة محلية تتجاوز 80%، وشمل 84 قطعة معدات محلية، مما يضع تركيا ضمن قائمة الـ11 دولة حول العالم القادرة على تصميم وإنتاج أقمار صناعية للاتصالات بشكل مستقل.
وأوضح أورال أوغلو أن أسس هذا الإنجاز قد تم وضعها في عام 2014 من خلال اتفاقية تعاون بين مركز أبحاث النقل البحري والاتصالات التابع للوزارة، معهد البحوث العلمية والتكنولوجية التركي “توبيتاك”، وشركة “توركسات”، حيث تم تمويل المشروع عبر هذه الجهات. كما أشار إلى الدور الكبير لرئاسة الصناعات الدفاعية، التي دعمت المشروع من خلال تطوير الحمولة المخصصة بالتعاون مع شركة أسيلسان.
من جهته، لفت وزير الصناعة والتكنولوجيا، محمد فتيح كاجير، إلى أن انخفاض تكاليف الإطلاق خلال العشرين عامًا الأخيرة قد أسهم في فتح المجال أمام دول عديدة للمشاركة في أبحاث الفضاء، مما جعل هذا المجال أكثر تنافسيًا. وذكر أن تركيا قد نجحت في رفع قدراتها الفضائية، مشيرًا إلى أن “توركسات 6A” يُعد قفزة نوعية في مجال الأقمار الصناعية للاتصالات، حيث أن وزنه يبلغ 4250 كغم ويعمل على مدار ثابت على ارتفاع 36 ألف كيلومتر.
وأشار كاجير إلى أن هذا المشروع أسهم في تطوير قاعدة بشرية قوية في مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية، حيث شارك نحو 500 خبير من مؤسسات مثل TÜBİTAK Uzay، TÜRKSAT، TUSAŞ، ASELSAN وCTech في هذا المشروع، الذي اعتمد بشكل كبير على إمكانيات محلية.
كما أكد الوزير أن تركيا أصبحت الآن واحدة من 11 دولة قادرة على إنتاج أقمارها الصناعية الخاصة للاتصالات، وهو إنجاز يعكس تطور قدرات تركيا في مجال الفضاء. وأضاف أن تركيا ستواصل تعزيز مكانتها في هذا المجال من خلال برامج دعم كبرى مثل “HIT-30” و”برنامج التعاون ما قبل التنافس”، بالإضافة إلى تطوير أقمار “İMECE-2″ و”İMECE-3” لرصد الأرض.
وختم كاجير قائلاً: “إن قمر توركسات 6A، الذي يُعد أغلى منتج تكنولوجي أنتجناه حتى الآن، أصبح جاهزًا للتشغيل بعد اجتيازه كافة اختبارات القبول المدارية. ونحن مستمرون في تعزيز قدراتنا الفضائية لتحقيق المزيد من الإنجازات في المستقبل.”
الآفاق المستقبلية لقمر “توركسات 6A”
من خلال هذا المشروع، تسعى تركيا إلى تأكيد ريادتها في مجال الفضاء على الصعيدين الإقليمي والدولي. فالقمر الصناعي “توركسات 6A” ليس فقط جزءًا من شبكة الأقمار الصناعية التركية، بل يمثل حجر الزاوية لتوسيع شبكة الاتصالات العالمية، مع إمكانيات تواصل مع أكثر من 5 مليارات شخص حول العالم. بفضل هذه القدرة، سيُساهم “توركسات 6A” في تحسين جودة خدمات الأقمار الصناعية الحالية، وتعزيز قدرة تركيا على التواصل عبر الفضاء بشكل مستمر، مما يعزز من مكانتها كداعم رئيسي للأمن القومي والصناعات الدفاعية.