تواصلت الهزات الارتدادية في مدينة إسطنبول بعد الزلزال الذي ضرب المدينة أمس بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هذا الزلزال هو الزلزال الكبير المنتظر في منطقة مرمرة. وبينما تختلف آراء الخبراء حول الإجابة، نستعرض فيما يلي أبرز ما قاله المتخصصون في هذا الشأن.
تفاصيل الزلزال الرئيسي
وقع الزلزال في تمام الساعة 12:49 ظهرًا في بحر مرمرة، قبالة سواحل سيلفري، وتسبب في حالة من الذعر بين سكان إسطنبول.
وأعلنت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) أنه تم تسجيل 184 هزة ارتدادية حتى الآن، منها 7 هزات بقوة 4 درجات أو أكثر، مع احتمال استمرار هذه الهزات خلال الأيام المقبلة.
تباين في آراء الخبراء
الجدل الأبرز تمحور حول سؤال: هل هذا هو الزلزال الكبير الذي كان متوقعًا في مرمرة؟ وجاءت آراء الخبراء بحسب خبر نشرته صحيفة تركيا وترجمه موقع تركيا الان٬ على النحو التالي:
ناجي غورور، عضو هيئة التدريس وخبير الزلازل المعروف، صرّح:
“هذا ليس الزلزال الكبير الذي كنا ننتظره في مرمرة. الزلزال المنتظر سيكون أقوى من هذا، وربما تتجاوز قوته 7 درجات. الضغط على الصدع لم يُفرغ بالكامل. على المواطنين عدم دخول المباني المتضررة أو التي تظهر فيها تصدعات أو تصدر منها أصوات غير طبيعية ليلاً”.
شينير أوشوميزسوي، الذي سبق أن حذر من الزلزال قبل 20 يومًا، قال:
“لقد وقع الزلزال في المكان الذي حددته، وكان من المتوقع أن يكون بقوة حوالي 6.5 درجة. الآن، لا يوجد خطر آخر لحدوث زلازل. هذا الزلزال وقع وقد انتهى الأمر. يمكننا القول إنه لا توجد زلازل أخرى في مرمرة، لذا يمكنكم الاطمئنان”.
عثمان بيكتاش، أكّد بدوره:
“لا داعي للقلق. قد تحدث هزات ارتدادية، لكننا لا نتوقع حدوث زلزال أكبر. فالصدع هنا يمكنه فقط تخزين هذه الطاقة. الزلزال الذي حدث بقوة 6.2 هو أقوى زلزال يمكن أن يحدث في وسط مرمرة. هو الزلزال الذي كنا نتوقعه. لا داعي للذعر، وستستمر الهزات الارتدادية، لكن لا يوجد ما يدعو للخوف من حدوث زلزال أكبر”.
حسن سوزبيلير، مدير مركز أبحاث الزلازل بجامعة دوكوز إيلول، أوضح أن:
“الزلزال الأخير نتج عن تحطم جزء صغير فقط من الفالق، بينما الكتلة الرئيسية ما تزال قائمة. الزلازل الجزئية تساعد على تفريغ الطاقة بشكل تدريجي، وهو أمر إيجابي يقلل من خطر الزلازل الكبرى.”
واضاف “في حال حدوث انكسار كامل للفالق، فإننا نتحدث عن زلزال بقوة تتراوح بين 7.4 و7.5 درجة. إلا أن الانكسارات الجزئية تعتبر في ذاتها أمرًا إيجابيًا؛ لأنها تُسهم في تفريغ الطاقة المتراكمة بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة. إن استمرار هذا النوع من الانكسارات المحدودة قد يقلل من احتمالية وقوع زلزال مدمر، وهذا ما نعدّه تطورًا مطمئنًا. لقد تجاوزنا مرحلة خطرة، والحمد لله”.
شكري إرسوي، أشار إلى أن:
“الزلزال وقع على أحد أخطر خطوط الصدع في تركيا. وفي حال لم يكن تمهيدًا لزلزال أكبر، فإنه قد يُحدث بعض الأضرار الطفيفة، لكنه قد يكون مؤشرًا على تحضير منطقة الزلزال لحدث أكبر في المستقبل.”
يوشينوري موريواكي، خبير الزلازل الياباني، حذّر من أن:
“إسطنبول تواجه خطرًا بنسبة 60% لحدوث زلزال كبير خلال الثلاثين عامًا المقبلة. وقد تستمر الزلازل خلال السنوات القادمة، لا سيما في أربع مناطق رئيسية: مرمرة، بحر إيجة، الفالق الممتد من إلازيغ إلى قهرمان مرعش، والخط من أضنة وهاطاي إلى قبرص وسانتوريني.”