منذ تأسيسه لموقع فايسبوك في عام ٢٠٠٤، عمل مارك زوكربيرج على تغيير الطّريقة الّتي نتواصل بها ونشارك ونتفاعل بها عبر الإنترنت. وقد تطوّرت رؤياه لوسائل التّواصل الاجتماعيّ إلى إمبراطوريّة عالميّة تحت إشراف شركة ميتا، عملاق التّكنولوجيا الّذي يمتد الآن إلى منصّات مثل إنستغرام وواتساب وفايسبوك ويصل إلى مليارات المستخدمين.
لم تعد “ميتا” مجرّد شركة متخصّصة في الشّبكات الاجتماعيّة – بل أصبحت رائدة في مجال الابتكار والغوص في الواقع الافتراضيّ باستخدام Oculus واستكشاف metaverse. لقد جعلت موهبة زوكربيرغ في تسخير البيانات ودفع الحدود التّكنولوجيّة من شركة ميتا قوّة عظمى، وهو لا يتباطأ في هذا. وقد أعلن عن مفاجأة: تطلق “ميتا” تطبيق ذكاء اصطناعيّ مستقلّ لمواجهة الشّركات الكبرى مثل ChatGPT و Grok و Gemini، ممّا يشير إلى فصل جديد جريء للشّركة.
وفي مقطع فيديو، أعلن زوكربيرغ عن إطلاق تطبيق Meta AI المستقلّ، وهو أداة جديدة أنيقة. وأوضح زوكربيرج: “يستخدم ما يقرب من مليار شخص بالفعل Meta AI كلّ شهر على منصّاتنا، لذلك قمنا بإنشاء تطبيق مستقلّ لهم لاستكشافه”. تمّ بناء هذا التّطبيق على طراز Llama 4، وهو يعد بتجربة أكثر تخصيصًا، إذ يتذكّر تفضيلات المستخدم ويقدّم إجابات مصمّمة حسب السّياق – مثل نشاطك على انستغرام أو منشورات فايسبوك.
إنّه ليس مجرّد روبوت محادثة، بل هو مساعد شخصيّ يمكنك التّحدّث معه عبر النّصّ أو الصّوت. وأشار زوكربيرغ إلى إمكانيّة نموّ التّطبيق.
تطبيق Meta AI ليس مجرد لعبة جديدة لامعة بل هو لمحة عن الاتجاه الّذي تتّجه إليه التّكنولوجيا. يعتمد التّطبيق على Llama 4 الّذي يتميّز بقدرة أفضل على التّفكير ودعم متعدّد اللغات، ويهدف إلى التّفوّق على المنافسة من خلال الكفاءة والتّخصيص. يمكنك استخدامه لإعداد وصفة سريعة، أو تسوية نقاش بالحقائق، أو حتّى إنشاء صور لمنشورك التّالي.
على مدار العقد المقبل، نتوقّع أن يشقّ الذّكاء الاصطناعيّ طريقه إلى كلّ ركن من أركان الحياة اليوميّة. وتراهن شركة “ميتا” بشكل كبير على هذا المستقبل، ومع وجود ما يقرب من مليار مستخدم شهريًّا بالفعل في رصيدها، فإنّ تطبيقها المستقلّ قد يضع معيارًا جديدًا لما يمكن أن يفعله الذّكاء الاصطناعيّ.