تستكمل النّجمة الكولومبيّة شاكيرا جولتها العالمية Las Mujeres Ya No Lloran، الّتي بدأت في فبراير/شباط من هذا العام.
وبمناسبة عودتها إلى المسرح بعد فترة انقطاع، كانت الجولة ظاهرة عالمية، إذ اجتذبت حشودًا ضخمة وحظيت بإشادة النّقّاد.
تشتهر شاكيرا بعروضها المذهلة ورقصاتها المعقّدة، وقد أسرت الجماهير في جميع أنحاء أميركا الشّماليّة وأميركا الجنوبيّة. وتخطّط لتمديد الجولة إلى أوروبا في وقت لاحق من هذا العام.
وعلى الرّغم من أنّها تبلغ من العمر ثمانية وأربعين عامًا، لا تزال تتحدّى التّوقّعات بتقديم عروض تمزج بين أسلوبها المميّز من موسيقى البوب والرّوك والإيقاعات اللاتينيّة أثناء التّرويج لألبومها الأخير.
ورغم التّحدّيات الّتي واجهتها الجولة، بما في ذلك المشكلات الفنّيّة والإلغاءات في أميركا اللاتينيّة، فإنّ التزام شاكيرا تجاه المعجبين بها لا يزال ثابتًا.
خلال حفلها الغنائيّ في العشرين من مايو/أيّار في مونتريال بكندا، تعرّضت شاكيرا لحادث غير متوقّع انتشر بسرعة كبيرة. أثناء أدائها أغنية “Whenever, Wherever”، وهي أغنية أساسيّة في عروضها المباشرة، فقدت توازنها أثناء المشي الدّائريّ مع رفع ذراعَيها، فانزلقت وسقطت جانبيًّا.
تمّ تصوير الحادثة بالفيديو وتمّ تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ. كان من الممكن أن يكون الأمر محرجًا لأيّ شخص، لكنّ شاكيرا تعاملت مع الأمر بهدوء. تدحرجت على الأرض، ونهضت بهدوء مع ابتسامة، وحتّى أنها أخرجت لسانها مازحة، محولة الحادث إلى جزء من المشهد.
أمسكت بالميكروفون وواصلت الأداء بسلاسة، وشجّعت الجمهور على التّصفيق معها وكأن شيئًا لم يحدث.
وأشاد المعجبون والمعلّقون عبر الإنترنت باحترافيّتها، ووصفوا الحادث بأنّه “سقوط ساحر”، وأشاروا إلى أنّه ربّما كان جزءًا من اللعبة. ورغم أنّ شاكيرا لم تتحدّث علنًا عن سقوطها، فإنّ ردّ فعلها كان واضحًا للغاية حول قدرتها على الصّمود وتفانيها في عملها.
وانتشر مقطع الفيديو الّذي يصوّر السّقوط بسرعة كبيرة، مسلّطًا الضّوء ليس فقط على الحادثة، بل أيضًا على تعافي شاكيرا السّريع. ورغم أنّ سقوطها لم يكن قويًّا، طمأنت ابتسامتها وتعافيها السريع المعجبين بها بأنّ الحادث كان بسيطًا. وقد أكّدت الاستجابة الإيجابيّة السّاحقة على وسائل التّواصل الاجتماعيّ جاذبيّتها الدّائمة. وتكهّن بعضهم بأنّ سقوطها ربما كان مخطّطًا له، نظرًا لتاريخها في دمج التّحرّكات غير المتوقّعة في عروضها. بغضّ النظر عن ذلك، كان الحادث بمثابة شهادة على خبرتها ومهاراتها الارتجاليّة، وهي الصّفات الّتي حدّدت مسيرتها المهنيّة.
إنّ سقوط شاكيرا في مونتريال ما هو إلّا فصل آخر في جولة واجهت فيها العديد من التّحدّيات. وتشمل هذه الأسباب مشاكل تتعلّق بسلامة المسرح في ميديلين وسانتياغو الّتي أدّت إلى إلغاء حفلات، فضلًا عن دخولها الى أحد المستشفيات في ليما ممّا أدّى إلى إعادة جدولة الموعد. وعلى الرّغم من هذه النّكسات، ظلّت شاكيرا ملتزمة بتقديم عروض عالية الجودة، وغالبًا ما كانت تتغلّب على العقبات بسرعة. وتستمرّ الجولة العالميّة “Las Mujeres Ya No Lloran” في الولايات المتّحدة قبل العودة إلى أميركا اللاتينيّة. ومن المقرّر إقامة العروض المقبلة في المكسيك وبيرو وجمهوريّة الدّومينيكان، مع خطط لإقامة جولة أوروبيّة. على الرّغم من أنّها تبلغ من العمر ثمانية وأربعين عامًا، لا يزال حضور شاكيرا وطاقتها على المسرح هائلَين، وهو ما يعدّ شهادة على إرثها الدّائم في صياغة الموسيقى.