عندما يكون لديك عائلة بجانبك، كلّ شيء يصبح مختلفًا. ولا تكتفي بيونسيه بانتهاح هذه الحقيقة فحسب، بل إنّها تأخذها إلى مركز الصّدارة وترفع مستوى الصّوت إلى أقصى حدّ. في ليلة الافتتاح في إنجلوود، كاليفورنيا، أدّت أداءً بدا وكأنّه تكريم للأنوثة والوحدة والقوّة الجيليّة.
بفضل سيرتها الذّاتيّة المليئة بجوائز غرامي (خمسة وثلاثين فوزًا وما زال العدد في ازدياد)، استمدّت بيونسيه من عائلتها لتخلق لحظة بدت أقرب إلى تسليم روحي للشّعلة منها إلى محطة جولة نموذجيّة، ممّا ترك المعجبين بها مذهولين تمامًا.
مع إسقاط إيقاع أغنية “Protector”، لم تكن بيونسيه وحدها في هذا الأمر. ودعت ابنتَيها إلى الارتقاء بهذه اللحظة، وبالفعل قمن بذلك. في حين اعتاد المعجبون سرقة “بلو آيفي” الأضواء بفضل رقصاتها الحادّة وهدوئها السّهل (ونعم، لا تزال تحظى بإعجاب الجمهور)، إلّا أنّ المفاجأة الحقيقيّة هذه المرّة جاءت عندما ظهرت رومي كارتر البالغة من العمر سبع سنوات لأوّل مرّة على المسرح.
انضمّت رومي إلى والدتها وأختها الكبرى في منتصف الأداء، إذ كانت ترتدي فستانًا ذهبيًّا قصيرًا وحذاء رعاة بقر متناسقًا. أضاءت بيونسيه وبلو آيفي ورومي المسرح. بيونسيه وبلو في بدلات بربري المتألّقة والمربعة، ورومي تخرج مثل الوريثة للعرش الّذي كانت تراقبه بهدوء من الأجنحة.
إنّ رؤية رومي على المسرح، وهي تبتسم، وتلوّح، وتستمتع بالهتافات، جعلت بيونسيه تركع على ركبتيها حرفيًّا. لقد غنت لابنتها مباشرة، ممّا خلق لحظة كانت حنونًا ومنتصرة في نفس الوقت. كان هذا الأداء بمثابة بيان قويّ وإعلان بأن هذا هو شكل الإرث عندما يتِمّ عيشه بصوت عالٍ.