أنت في وضع التصفح السريع. اضغط لإظهار الصور والتمتع بتجربة كاملة.

عملية استخباراتية تركية تُحبط كارثة قبل وصولها إلى لبنان

تم الكشف عن أن جهاز المخابرات التركي  رصد شحنة من أجهزة الاتصال اللاسلكي “البيجر” من نفس العلامة والطراز التي استخدمها الموساد في هجوم أجهزة الاتصال في لبنان العام الماضي، وذلك في مدينة إسطنبول. كما تبين أن هذه العملية من قبل “جهاز المخابرات التركي” كانت واحدة من الموضوعات الرئيسية في زيارة رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي إلى تركيا في 18 ديسمبر 2024، حيث التقى خلالها مع الرئيس أردوغان.

في سبتمبر الماضي، وقع هجوم في لبنان أسفر عن انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي وأجهزة الراديو “البيجر” في هجمتين منفصلتين، مما أسفر عن إصابة الآلاف من الأشخاص ومقتل العشرات. وكان وراء هذه الهجمات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.

ووفقاً للتقارير، فإن “الموساد” قد تمكن من الوصول إلى أجهزة الاتصال اللاسلكي التي كان من المفترض أن يشتريها حزب الله، حيث قام بزرع العديد من المتفجرات داخل هذه الأجهزة.

تم الكشف عن أن شحنة تحتوي على 1,300 جهاز اتصال لاسلكي محمل بالمتفجرات من نفس العلامة والطراز، بالإضافة إلى 710 شاحنات، تم رصدها بواسطة جهاز المخابرات التركي٬ في مطار إسطنبول. كانت الشحنة على وشك التوجه إلى لبنان بعد أيام قليلة من الهجمات، حيث تم اكتشافها قبل أن تغادر المطار.

وفقًا لخبر صحيفة “صباح”، التي نشرت المقال وترجمه موقع تركيا الان٬ حصل جهاز المخابرات التركي على معلومات استخباراتية في 20 سبتمبر تفيد بأن شحنة من أجهزة الاتصال اللاسلكي مشابهة لتلك التي استخدمت في انفجارات لبنان ستُرسل من إسطنبول إلى لبنان.

تدخل “جهاز المخابرات التركي” على الفور، وقاموا بمراقبة المطارات والموانئ. قبل يوم واحد من الانفجارات في لبنان، وصلت شحنة مكونة من 4 باليتات من المواد اللوجستية، تم شحنها من قبل شركة SMT Global Logistics Limited التايوانية في 16 سبتمبر. كانت الشحنة على متن طائرة الشحن TK6141 التي وصلت إلى مطار إسطنبول قادمة من هونغ كونغ. احتوت هذه الباليتات على 61 صندوقًا بوزن إجمالي قدره 850 كيلوغرامًا. تم تحديد أن هذه الشحنة كانت موجهة للسفر إلى لبنان عبر طائرة الشحن TK830 في 27 سبتمبر، والتي كانت ستغادر إسطنبول متجهة إلى بيروت في الساعة 06:50.

تم فحص الشحنة بشكل دقيق بعد أن تم التحقق من محتوى بوليصة الشحن رقم 235 HKG 92890070، التي كانت تحتوي على معلومات تفيد بأنها تشمل “مفرمة طعام” (Food Chopper). تحركت القوات الأمنية على الفور، وقام موظفو وحدة تفكيك القنابل في إدارة الأمن في إسطنبول بفتح الشحنات لفحصها واحدة تلو الأخرى.

أظهرت الفحوصات أن الشحنة تحتوي على 1,300 جهاز اتصال لاسلكي من طراز Gold Apollo 924 R3 GP Model 450-470 MHz وعدد 26 صندوقًا، بالإضافة إلى شاحنات مرتبطة بهذه الأجهزة. كما عثروا على 710 شاحنات مكتب تحمل العلامة Desktop Charger BC-144N، إلى جانب الكابلات والبطاريات الخاصة بها. كما تم العثور على منتجات أخرى كانت مدرجة في بوليصة الشحن، مثل 144 جهاز Mini Hand Blender، و8 محولات شبكة (Port)، و4 أجهزة شبكة، و3 أجهزة تسجيل كاميرات، بالإضافة إلى جهاز واحد لضغط الأسلاك الهوائية مع دواسة.

قامت القوات الأمنية فورًا بنقل المعلومات التي تم الحصول عليها إلى المدعي العام المناوب في مكتب التحقيق في الجرائم الإرهابية. وتم اتخاذ القرارات اللازمة بشأن مصادرة جميع المواد التي تم العثور عليها. نظرًا لتشابه أجهزة الاتصال اللاسلكي والمواد التي تم ضبطها مع تلك التي تم استخدامها في الهجوم على أجهزة الاتصال في لبنان من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، تم إرسال الأجهزة إلى مختبر الطب الشرعي لإجراء فحوصات للتحقق مما إذا كانت تحتوي على متفجرات.

في مختبر الطب الشرعي، تم فحص جميع المواد التي تم ضبطها بشكل دقيق. خاصة تم فحص أجهزة الاتصال اللاسلكي والشواحن الخاصة بها باستخدام تقنية الحفر الخاصة للبحث عن المتفجرات. وأظهرت الفحوصات الأولية على 1,300 جهاز من طراز Gold Apollo 924 R3 GP Model 450-470 MHz والشواحن المرتبطة بها أن البطارية المعدنية القوية المستخدمة في الأجهزة تحتوي على مادة قابلة للاشتعال وذات سرعة احتراق عالية، بوزن 3 جرامات ولون أبيض، والتي تم تصنيفها كمتفجرات. كما تم الاستنتاج أنه من خلال إرسال إشارات قوية أو أوامر للجهاز، يمكن أن تسخن البطاريات إلى درجة معينة مما يؤدي إلى انفجارها، مما قد يتسبب في الوفاة أو الإصابات.

تم العثور على نفس نوع من أجهزة التفجير في شواحن الأجهزة الأخرى المكونة من 710 شاحن من طراز Desktop Charger BC-144N، بالإضافة إلى الكابلات والبطاريات المرتبطة بها. على عكس البطاريات العادية المستخدمة في أجهزة الاتصال اللاسلكي، كانت هذه البطاريات تحتوي على وحدة بطارية مزدوجة تم وضعها داخل هيكل معدني قوي. تم تحديد أن المادة القابلة للاشتعال التي كانت ذات لون بني غامق تم حقنها في الهيكل المعدني السائل بعد تصنيع البطارية.

تم تحديد أن هذه المادة القابلة للاشتعال كانت محاطة بالبطاريات، وأن حدوث قصر في الدائرة أو إرسال إشارات كثيفة إلى الجهاز يمكن أن يؤدي إلى سخونة البطاريات وبالتالي انفجارها، مما قد يتسبب في إصابات أو وفيات. تم تدمير جميع أجهزة الاتصال اللاسلكي والشواحن المحملة بالمتفجرات من قبل القوات الأمنية.

بعد هذا الاكتشاف، تم رفع مستوى الفحوصات الأمنية في المطار. تم بدء تفتيش الطائرة TK6091 القادمة من هونغ كونغ والمتجهة إلى لبنان، حيث تم الاشتباه في وجود مواد مشابهة في شحنتها. عند فحص بوليصة الشحن، تم تحديد أن الشحنة تحتوي على آلات قادرة على استقبال الصوت والفيديو أو إعادة تكوين المعلومات.

كانت الشركة المرسلة تقع في الصين تحت اسم “Guangzhou Maoteng Yu Trading”، والشركة الوسيطة هي نفسها الشركة التي كانت قد تواطأت في شحنة المواد المتفجرة التي تم ضبطها في الطائرة الأولى، وهي “SMT Global Logistics Limited”. أما الشركات المستلمة فكانت “Aramex Lebanon S.A.L.” و”H. Nehme Trading” من لبنان.

على الرغم من أن الطائرة كانت تحتوي على أجهزة اتصال لاسلكي، بطاريات، كابلات شحن، أجهزة راديو للمركبات، وأجهزة “Mini Hand Blender”، إلا أن فرق تفكيك المتفجرات لم تجد أي مواد قابلة للاشتعال أو متفجرة في هذه الشحنة.

تم العثور على معلومات حول الشحنة التي تحتوي على شواحن محملة بالمتفجرات، حيث كان المرسل المذكور في بوليصة الشحن هو شركة “Guangzhou Maoteng Yu”، وهي شركة لوجستية دولية متخصصة في التوزيع ومقرها في الصين. أما الشركة الوسيطة، فكانت “SMT Global Logistics Limited”.

وعند التحقق من الشركة الوسيطة في إسطنبول، تم التوصل إلى أن الشركة قد تكون “SMT Global Gümrük Müşavirliği A.Ş.”، التي تقع في منطقة زيتنبورنو في إسطنبول. بناءً على ذلك، تم تسليط الضوء على صاحب الشركة، وهو “غوركان غ.”، وتم إجراء التحقيقات اللازمة. ومع ذلك، لم يتم العثور على أي سجل جنائي أو استخباراتي مرتبط به.

أما الشركة المستلمة في الوثائق، فكانت “Trade Mania LLC”، وهي شركة لبنانية تعمل في تجارة الأجهزة المنزلية والمنتجات الكهربائية والإلكترونية.

تم استجواب صاحب شركة “SMT Global Gümrük Müşavirliği A.Ş.”، “غوركان غ.”، الذي أوضح أنه يعمل في مجال الإجراءات الجمركية فقط، ولم يكن له أي دور في عملية الشحن أو الوساطة في النقل. كما أشار إلى أن الشركة المذكورة في بوليصة الشحن، “SMT Global Logistics Limited”، هي شركة تعمل في النقل الدولي وأنه لا يوجد أي علاقة بين الشركتين سوى التشابه في الأسماء. بعد تقديم إفادته، تم الإفراج عن غوركان غ.

تجدر الإشارة إلى أن هذه العملية كانت جزءًا من زيارة الرئيس اللبناني نجيب ميقاتي إلى تركيا في ديسمبر الماضي، حيث كانت هذه القضية على رأس أجندة اللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقد تم الكشف عن أن الرئيس أردوغان أطلع نظيره اللبناني على العملية، وشكره ميقاتي على التصدي لهذه الشحنة من أجهزة الاتصال اللاسلكي المحملة بالمتفجرات التي تم ضبطها وتدميرها.

شاركها
غردها
أرسلها
أنشرها

قد يعجبك هذا

مختــــــــــــــارات