نشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية مقالًا بعنوان: “الرئيس أردوغان أصبح أحد أقوى رجال العالم وحليفًا لترامب”، تناولت فيه التحولات في مكانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الساحة الدولية، مشيرة إلى أنه بات يتحول تدريجيًا إلى “زعيم عالمي” من خلال خطواته القوية في الدبلوماسية الدولية والعلاقات العالمية.
وكتب المقال كبير محرري السياسة الخارجية والأمن القومي في المجلة، توم أوكونور، في العدد الأخير من المجلة، تحت عنوان: “أردوغان تركيا أصبح أحد أقوى رجال العالم وحليفًا لترامب”.
وأشار المقال إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد توليه منصب الرئاسة، بدأ في البحث عن حلفاء على الساحة الدولية، وكان الرئيس رجب طيب أردوغان من أبرز الشخصيات القوية في منطقته خلال تلك الفترة.
وأشارت المجلة في مقالها إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان لعب أدوارًا حاسمة خلال الأسبوع الأخير فقط، أبرزها في ملف نزع سلاح تنظيم بي كاكا وتفكيكه، إضافة إلى مساهمته في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات المفروضة على سوريا.
كما ذكرت المجلة أن أردوغان هو من أقنع ترامب بإجراء لقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع، مما يعكس ثقله وتأثيره في ملفات إقليمية حساسة.
وسلط المقال الذي ترجمه موقع تركيا الان٬ الضوء أيضًا على استضافة تركيا للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في الأيام الماضية، وهو ما أظهر بشكل واضح الدور المتصاعد لتركيا كرائدة في الدبلوماسية على المستوى العالمي.
وتناول المقال بشكل تحليلي شامل كيف أن الرئيس أردوغان، من خلال خطواته القوية على الساحة الدولية وفي مجال الدبلوماسية العالمية، بات يتحول تدريجيًا إلى “زعيم عالمي”، مع التركيز على قيادته في حل الأزمات الإقليمية.
تناول المقال أيضًا تصريحات كبير مستشاري الرئيس التركي، السفير البروفيسور الدكتور “جاغري أرهان”، الذي أدلى بها للكاتب “أوكونور”، حيث أكد أن تركيا أصبحت فاعلًا محوريًا على المستويين الإقليمي والدولي في إطار العلاقات التركية الأمريكية.
وقال أرهان: “الرئيس ترامب يصفه بـ(صديقي)، وهو يريد لتركيا أن تكون شريكًا أساسيًا للولايات المتحدة في ظل إدارته، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. أعتقد أن هذه المرحلة الجديدة ستكون مفيدة لكلا البلدين”.
وأوضح أرهان أن نجاح الرئيس أردوغان القيادي على المستوى العالمي يرتبط بأربعة عوامل رئيسية، أولها أنه شخصية ذات خبرة طويلة، حيث يقود منذ أكثر من 23 عامًا واحدة من أقوى دول حلف الناتو، وواحدة من أفضل 20 اقتصادًا في العالم.
وأشار إلى أن الرئيس أردوغان كان لسنوات طويلة مخاطبًا مباشرًا للرئيس الأمريكي وقادة آخرين في العديد من الملفات، مما يجعله على دراية تامة بجميع الديناميكيات الإقليمية والدولية، مضيفًا: “لقد كان جزءًا من التوجهات والعمليات الدولية التي واجهناها على مدى ربع قرن”.
وأكد أرهان أن الرئيس أردوغان يُعتبر قائدًا “موثوقًا للغاية”، ويلتزم دائمًا بوعوده تجاه الحلفاء والدول الصديقة، مشيرًا إلى أن حتى “بعض الدول المعادية” تبدي احترامًا كبيرًا لمصداقيته.
وأضاف أن النفوذ الذي يتمتع به أردوغان منحه “حق الكلمة في الساحة الإقليمية”، وجعله واحدًا من القادة القلائل القادرين على تقديم حلول في أصعب الصراعات حول العالم.
أشار أرهان في ختام تصريحاته إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان، من خلال شعاره الشهير “العالم أكبر من خمسة”، يوجه دعوة لإصلاح النظام الدولي القائم حول الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، داعيًا إلى نظام عالمي أكثر عدلًا. ولفت إلى أن هذه الدعوات تلقى صدى واسعًا على المستوى الدولي.
وأضاف: “لهذا السبب، فإن هذه الخصائص الأربع تجعل من أردوغان قائدًا فريدًا ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على مستوى العالم أيضًا. وأعتقد أن الرئيس ترامب يدرك ذلك جيدًا”.
تركيا.. الدولة الوحيدة التي جمعت طرفي الحرب
لفت المقال إلى أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي استطاعت، منذ الحرب العالمية الثانية، أن تجمع بنجاح بين طرفي أحد أكثر النزاعات دموية في أوروبا. وتم التذكير بقيادة الرئيس أردوغان لمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في ربيع 2022، والتي أثمرت عن “اتفاق الحبوب في البحر الأسود”.
كما أشار المقال إلى أن ترامب، بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، أعطى الفضل في ذلك للرئيس أردوغان، واصفًا إياه بـ”الرجل الذكي والقوي جدًا”.
ونقل المقال أيضًا عن ترامب قوله خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض:
“لدي علاقة رائعة مع رجل يُدعى أردوغان. أنا أحبه وهو يحبني. أعتقد أنه يمكنني حل أي مشكلة قد تواجهونها مع تركيا طالما كنتم منطقيين. يجب أن نكون منطقيين”.
تركيا تصعد كقوة عالمية
كما نقل المقال عن السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة “جيمس جيفري” تحليله لأسباب صعود دور تركيا عالميًا خلال العشرين إلى الخمسة وعشرين عامًا الأخيرة، مشيرًا إلى تراجع الهيمنة الأمريكية أحادية القطب، وتراجع الإنتاجية الاقتصادية في الغرب، وصعود قوى مثل روسيا والصين، مما أعطى أهمية أكبر لقوى إقليمية مثل تركيا.
وفي السياق نفسه، اعتبر العقيد المتقاعد “ريتش أوتزِن”، الذي شغل مناصب استشارية في وزارة الخارجية الأمريكية وعمل كمبعوث خاص لسوريا في إدارة ترامب، أن صعود تركيا الجيوسياسي هو “أحد أهم التطورات الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين”.
وأشار إلى أن سنوات من الانفتاح الاقتصادي، والإصلاحات العسكرية، والتطور في الصناعات الدفاعية وقدرات الاستخبارات، بالإضافة إلى كفاءتها العالية في الدبلوماسية العالمية، ساهمت في بروز تركيا على الساحة الدولية.
كما نقل المقال رأي “سينان أولغن”، مدير مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية (EDAM) ومقره إسطنبول، حيث ركّز على ملف العلاقات التركية الأمريكية في سياق الأزمة السورية. وقال: “التغيير في الإدارة الأمريكية فتح المجال أمام تعاون أوثق في الدبلوماسية الإقليمية. وتُقيِّم واشنطن بشكل دقيق أن دعم أنقرة سيكون حاسمًا في التعامل مع أزمات إقليمية معقدة مثل أوكرانيا وسوريا”.
ترجمة وتحرير تركيا الان