تحوّل الأخوان حسن ونوري يلدرم إلى كابوس حقيقي يطارد سكان مدينة إزمير التركية، بعد تورطهم في سلسلة من عمليات النصب والاحتيال التي طالت مواطنين أبرياء، في وقت لم يترددوا فيه في التفاخر بجرائمهم ونشرها على منصة “تيك توك”.
الفيلا التي تحولت إلى فخ
بدأت إحدى أبرز هذه القضايا قبل ثلاث سنوات، عندما قرر جنغيز أونال (54 عامًا) بيع فيلته الواقعة في منطقة “مينمن”. خلال تلك الفترة، تعرف على نوري يلدرم، شقيق حسن يلدرم، واتفق معه على صفقة بيع تتضمن الحصول على لوحة تاكسي ومبلغ 300 ألف ليرة تركية.
لكن بحسب ما ورد في التحقيقات، تم خداع أونال ودفعه لتحويل مبلغ 3 ملايين ليرة تركية إلى حساب عائلة يلدرم، تحت ذريعة إتمام بعض الإجراءات القانونية أو تفاصيل الصفقة. ورغم تحويله هذا المبلغ، لم يحصل أونال على أي شيء من الاتفاق: لا المال ولا لوحة التاكسي.
وزاد الطين بلة، نشر مقطع فيديو على حساب “رجب يلدرم”، ابن شقيق حسن يلدرم، يظهر فيه وهو يستعرض حقيبة مليئة بالأوراق النقدية، الأمر الذي أثار استفزاز أونال ودفعه إلى تقديم شكوى رسمية إلى النيابة العامة بتهمة النصب والاحتيال.
دين بـ5 آلاف ليرة تحول إلى مليون!
ولم تكن قضية أونال الوحيدة، إذ ظهرت ضحية جديدة لعائلة يلدرم، وهي فسون إنسيرجاكان، سيدة في الـ61 من عمرها، لجأت إلى حسن يلدرم وطلبت منه قرضًا بقيمة 5 آلاف ليرة.
وقعت إنسيرجاكان على سند مالي مقابل القرض، لتُفاجأ لاحقًا بأنه تم تزوير المبلغ ليظهر كأنه 300 ألف ليرة. وبمرور الوقت والفوائد، بلغ المبلغ المطلوب منها اليوم مليون ليرة تركية.
تحفّظ على أرض والدتها
في تصريحاتها، أوضحت إنسيرجاكان أنها كانت قد تعرفت على حسن يلدرم سابقًا عام 2013، خلال مفاوضات لبيع حصتها في أرض عائلية في مدينة انطاليا، حيث حصلت منه على مبلغ 10 آلاف ليرة نقدًا مقابل حصتها.
لكن المفاجأة الأشد إيلامًا جاءت عندما علمت أن المحتالين فرضوا “إجراء تحفظي” على أرض والدتها في ولاية تشناق قلعة كضمان للدين المفبرك.
تحقيقات ودعوى قضائية
بناءً على شكوى إنسيرجاكان، أنهت النيابة العامة في إزمير تحقيقاتها، ورفعت دعوى ضد حسن يلدرم بتهمة “الإقراض الربوي”، وهي جريمة قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام.
الضحية تتحدث: أثق بالقضاء
قالت فسون إنسيرجاكان في تصريحاتها:
“بعد عودتي من قبرص لم أجد عملًا، وكنت أقيم مؤقتًا عند صديقتي. طلبت قرضًا صغيرًا من حسن يلدرم، لكنهم زوّروا السند وحولوا حياتي إلى جحيم. وضعت الدولة تحفظًا على أرض والدتي، وأنا الآن في وضع صعب. لكنني أؤمن بعدالة القضاء، وقد رُفعت الدعوى، وسأواصل المطالبة بحقي.”
المصدر٬ تركيا الان