بناءً على الوثائق التي كشف عنها موقع South China Morning Post، تقوم الهند عبر اتفاقها مع إيران بشأن ميناء تشابهار بإنشاء خط لوجستي سري إلى أرمينيا، ما يفتح جبهة جديدة في المنطقة ضد تركيا وأذربيجان.
في الآونة الأخيرة، تصدرت الهند قائمة الدول التي تسعى لتحريض أرمينيا ضد أذربيجان. وأفادت صحيفة South China Morning Post، التي تتخذ من هونغ كونغ مقرًا لها، بكشفها شحنات أسلحة سرية من جانب نيودلهي.
ووفقًا للتقرير، ترسل الهند إلى أرمينيا أسلحة ثقيلة وأنظمة دفاع جوي لمواجهة نفوذ تركيا وأذربيجان وباكستان في المنطقة.
تجارة أسلحة بقيمة 2 مليار دولار
منذ عام 2020، قامت الهند ببيع أسلحة لأرمينيا بقيمة تزيد على 2 مليار دولار. تشمل هذه الصفقات أنظمة الدفاع الجوي آكاش، وأجهزة الرادار، والهاونات، وأنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار، وقاذفات الصواريخ متعددة الأنابيب. وبحسب مصادر عسكرية هندية، أصبحت أرمينيا الآن أكبر مشترٍ للأسلحة من الهند.
قلق من ممر زنكيزور
بدأت وسائل الإعلام الهندية تكتب بشكل واضح أن ممر زنكيزور، الذي تخطط تركيا وأذربيجان لتنفيذه، يشكل تهديدًا لممر النقل الشمالي-الجنوبي الذي تقوده الهند. تخشى إدارة نيودلهي أن يؤدي تشغيل هذا الممر إلى فقدان تفوقها الجيوسياسي وقوتها في شبكة التجارة.
ووفقًا لتعليقات في الصحافة الهندية، إذا تحقق هذا المشروع التجاري، فمن المتوقع أن تضعف الحدود بين أرمينيا وإيران، كما ستقل تأثيرات الهند في المنطقة.
ميناء تشابهار والاتصال بإيران
تسعى الهند، من خلال اتفاقية ميناء تشابهار التي وقعتها مع إيران في 13 مايو 2024، ليس فقط لتعزيز التجارة، بل لإعداد جبهة جيوسياسية جديدة.
يهدف نيودلهي عبر هذا الميناء إلى تأمين وصول مباشر إلى أرمينيا، وتسعى لإنشاء مسار بديل من شأنه تغيير التوازنات في منطقة القوقاز الجنوبية.
من يقف وراء استفزازات أرمينيا؟
تجذب الاستفزازات الأخيرة التي نفذتها أرمينيا على طول خط الحدود مع أذربيجان الانتباه، حيث شهدت مناطق لاشين وكلبجر عمليات قصف مضايقة وهجمات بطائرات دون طيار، مما أعاد توتر الأوضاع في المنطقة.
وأكد تقرير صحيفة South China Morning Post، الذي استند إلى مصادر أذرية، أن هذه الهجمات نفذت بدعم استخباراتي من بعض الدول الغربية والآسيوية.
تحذير الخبراء: أرمينيا تحت وطأة حمل لا طاقة لها به
يرى الخبراء أن دفع دول مثل فرنسا، الولايات المتحدة، والهند لأرمينيا لاتخاذ خطوات قد تزعزع التوازن الإقليمي يضع هذا البلد تحت عبء ثقيل يفوق قدراته.
عبّر الكاتب بييمان موخرجي عن رأيه قائلاً: “خاصة في ظل فترة تقوية الثلاثي تركيا، أذربيجان، وباكستان، فإن قيام أرمينيا بمغامرات مدعومة كهذه يشكل خطراً جاداً على السلام في المنطقة.”
ترجمة وتحرير: تركيا الان