على مدار الأيام الماضية، سجل الذهب أرقامًا قياسية متتالية، لكنه شهد انخفاضًا حادًا في اليومين الماضيين. الخبير التركي إسلام ميميش أدلى بتصريحات لافتة بشأن أسعار الذهب، كما كشف ميميش عن توقعاته للعام المقبل وأدلى بملاحظات هامة حول ما إذا كان الانخفاض سيستمر. إليكم الإجابة الأكثر وضوحًا على سؤال “هل سينخفض الذهب؟”.

سجل الذهب أرقامًا قياسية واحدة تلو الأخرى، وتجمّع المستثمرون أمام محلات الصاغة. لكن على الرغم من ذلك، شهد المعدن الأصفر تراجعًا مفاجئًا في اليومين الماضيين، مما أثار دهشة المستثمرين.

فما مدى استمرار هذا الانخفاض؟ الجواب الذي طالما تم التساؤل عنه جاء من خبير الذهب والأسواق المالية إسلام ميميش.

وقال ميميش في مقابلة حية على قناة TV100 تابعها موقع تركيا الان:

“تم دعم الارتفاع في أسعار الذهب بشكل متعمد. عادة من الصعب التأثير على الذهب بسهولة. لذلك، شهدنا ارتفاعات غير طبيعية في الأسعار، ثم انفجرت تلك الفقاعة بشكل مفاجئ. المستثمرون تكبدوا خسائر كبيرة في يومين فقط. لكن آثار هذه الفقاعة ستظل موجودة، وسيظل المستثمرون يتحملون تلك الخسائر لعدة أشهر٬ الذهب هو أصل محدود لا يدعمه أي بنك مركزي، مما يجعله يشبه العملة الاحتياطية.”

قال ميميش: “على الرغم من الشكاوى الحالية من ترامب، أرى أن سياسات ترامب منطقية جدًا، فهي تتماشى مع سياسة بلاده وخارطة الطريق التي وضعها. هو رجل ذكي ويؤدي مهمته بشكل ممتاز.”

وتابع قائلاً: “بدأ القلق من فرض ترامب ضرائب على الذهب، مما دفع سعره للارتفاع بنسبة 30% في السوق. بمعنى أن الاتجاه الصعودي الذي بدأ من مستوى 2620 دولارًا للأونصة استمر حتى وصل إلى 3500 دولار.”

“لا تنظروا إلى السعر، انظروا إلى الكمية”

قال الخبير التركي: “لدينا بعض المستثمرين الصغار الذين يمتلكون 3-5 قطع من الذهب أو أساور وغيرها، ويحلمون بكسب المال، لكن هذا ليس هو الطريق الصحيح. هؤلاء المستثمرون الصغار يجب أن يكونوا مستثمرين طويلين الأجل، وأن ينظروا إلى الكمية وليس إلى السعر.”

وأضاف: “لذلك، يجب ألا نكون متحمسين جدًا تجاه الذهب في الوقت الحالي. منذ عدة أشهر، أبعدت المستثمرين عن الذهب، رغم أنني من المدافعين الأقوياء عن الذهب. هناك وقت للشراء، ووقت للبيع، ووقت للاستثمار. لكن الذهب الآن يتنقل في مياه خطرة؛ لا يزال مرتفعًا. على سبيل المثال، تم تسجيل أكبر انخفاض يومي في العام بمقدار 250 دولارًا.”

وأوضح: “كان سعر الذهب بالجرام عند 4350 ليرة، أما الآن فهو عند 4170 ليرة. لكن هل تعلمون ماذا يعني أن ينخفض 200 ليرة في يوم واحد؟ هذا يعني أن انخفاضًا بقيمة 200 ليرة يعادل 200,000 ليرة في كيلو الذهب. هذا مبلغ كبير لأولئك الذين يتعاملون بكميات كبيرة من الذهب.”

الذهب يحقق عوائد كبيرة في تركيا: توقعات بارتفاع السعر إلى 6000 ليرة

واشار ميميش٬  إلى أن المستثمرين التقليديين في الذهب يجب أن يتخذوا نهجًا طويل الأجل عند التفكير في استثماراتهم. فعلى الرغم من التقلبات السعرية، يُنصح المستثمرون بالنظر إلى الكمية التي يمتلكونها، وليس مجرد السعر اللحظي. منذ حوالي 4.5 أشهر، كان سعر الذهب للجرام 3050 ليرة، واليوم وصل إلى 4170 ليرة. التوقعات تشير إلى أنه قد يصل إلى 6000 ليرة في العام المقبل.

لماذا لا ينبغي بيع الذهب الآن؟
وبالنسبة لأولئك الذين يمتلكون الذهب ويرغبون في بيعه، يقول الخبراء إن البيع قد لا يكون الخيار الأفضل في الوقت الحالي. رغم أن البعض قد يعتقد أن الأسعار قد تنخفض قريبًا، إلا أن فكرة بيع الذهب الآن ثم شرائه بأسعار أقل قد تكون مجرد حلم غير واقعي. إذا كنت لا تحتاج إلى بيع الذهب لأغراض أخرى مثل شراء منزل أو سيارة، فإن الاحتفاظ بالذهب قد يكون الخيار الأكثر حكمة.

مبيعات الذهب مستمرة رغم الفقاعة
مع الارتفاع السريع في أسعار الذهب، ظهرت أيضًا تسعيرات غير صحية. خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كان لتأثيرات السياسة الاقتصادية في الولايات المتحدة، بما في ذلك قرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دور كبير في تحفيز ارتفاع أسعار الذهب. إلا أنه كان ارتفاعًا محكومًا، ما أدى إلى انفجار فقاعة الأسعار، مما دفع إلى مبيعات حادة يوميًا. الخبراء يتوقعون استمرار هذه المبيعات في المستقبل القريب.

الذهب أفضل أداة استثمارية في تركيا
على الرغم من التقلبات، يظل الذهب أحد أكثر الأدوات الاستثمارية ربحية في تركيا. على أساس سنوي، يحقق الذهب عوائد تتجاوز 50%. لذا، ينصح المستثمرون الذين لديهم أموال إضافية باستثمارها تدريجيًا على مدار الزمن. بمرور الوقت، سيجدون أنفسهم قد جمعوا مدخرات كبيرة قد تمكنهم من شراء منزل أو سيارة.

خلاصة القول: يجب على المستثمرين في الذهب أن يظلوا متفائلين على المدى الطويل، وأن يتجنبوا الانجرار وراء البيع السريع بناءً على توقعات غير دقيقة للسوق.