في أعقاب الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي دفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، تراجعت الأسعار اليوم إلى أدنى مستوى لها منذ أسبوعين، وذلك بفعل الآمال بإجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة والصين. كما ساهم ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي في التأثير السلبي على الأسعار.
وسجل سعر أونصة الذهب، الذي بلغ مستوى قياسياً جديداً الأسبوع الماضي عند 3500 دولار، انخفاضاً بأكثر من 2% اليوم، ليتداول عند حدود 3219 دولاراً حتى الساعة 13:30. أما سعر غرام الذهب في السوق التركية فقد انخفض إلى ما دون 4000 ليرة، مسجلاً 3975 ليرة.
وبالأسعار الحالية، يكون سعر أونصة الذهب قد تراجع بنسبة 8% منذ تسجيله أعلى مستوى قياسي، فيما ارتفع بنسبة 23% منذ بداية العام الجاري.
أسعار الذهب تتراجع من أعلى مستوياتها القياسية
بعد أن برز الذهب كملاذ آمن في ظل الرسوم الجمركية المتبادلة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أحدثت اضطراباً في الأسواق وأثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، واصل المعدن الأصفر تسجيل مستويات قياسية خلال الفترة الماضية.
كما دعمت مكاسب الذهب التوقعات بإقالة ترامب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إضافة إلى ارتفاع الطلب من الصين وعمليات الشراء المتزايدة من قبل البنوك المركزية.
إلا أن الإشارات الإيجابية بشأن الرسوم الجمركية عكست هذا الاتجاه التصاعدي.
واليوم، ساهمت تصريحات ترامب بشأن إمكانية إبرام اتفاقيات تجارية مع كل من اليابان وكوريا الجنوبية والهند، بالإضافة إلى ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن تواصل الولايات المتحدة مع الصين بطرق مختلفة، في استمرار تراجع أسعار الذهب.
الانكماش في الاقتصاد الأمريكي يعزز التوقعات بارتفاع أسعار الذهب
رغم الآمال المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية، فإن انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من عام 2025 للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات زاد من التوقعات باستمرار ارتفاع أسعار الذهب.
وأظهرت البيانات الصادرة أمس أن الاقتصاد الأمريكي انكمش بنسبة 0.3% في الربع الأول من العام، مخالفاً التوقعات التي كانت تشير إلى نمو. ويُعد هذا الانكماش الأول منذ الربع الأول من عام 2022.
وبحسب ما نقلته وكالة “بلومبيرغ”، رفع المستثمرون من توقعاتهم بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة بمقدار أربع نقاط ربع سنوية، في ظل هذا التباطؤ الاقتصادي.
ونظراً للعلاقة العكسية بين أسعار الفائدة والذهب، فإن أي خفض في الفائدة من المتوقع أن يدفع أسعار الذهب نحو الصعود.
لكن مسؤلين في الاحتياطي الفيدرالي كانوا قد أكدوا أنهم لن يقدموا على خفض أسعار الفائدة في الأجل القصير إلا إذا ظهرت مؤشرات واضحة على اقتراب التضخم من هدف البنك المركزي البالغ 2%، أو في حال حدوث تدهور في سوق العمل.
ولهذا السبب، يترقب المستثمرون صدور تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة للحصول على مؤشرات أوضح بشأن توجه السياسة النقدية للفيدرالي.
محلل UBS يشير إلى عودة أسعار الذهب إلى 3500 دولار
صرح محلل UBS، جيوفاني ستاونوفو، في حديثه لوكالة “رويترز” عن أسعار الذهب، قائلاً: “ما زالت هناك آمال في التوصل إلى بعض الاتفاقيات التجارية التي قد تؤدي إلى استمرار الرسوم الجمركية المنخفضة”، مضيفاً أن هذا التفاؤل، إلى جانب قوة الدولار، قد مارس ضغطاً على أسعار الذهب.
وأوضح ستاونوفو أن تقرير وظائف ضعيف قد يدعم الدعوات لمزيد من خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، مما قد يساهم في عودة الذهب إلى مستوى 3500 دولار في الأشهر المقبلة.