افتتح آخر أيام التداول من الأسبوع على استقرار نسبي في أسعار الذهب، وسط ترقب واسع لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، والتي قد تحدد مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة. وبلغ سعر غرام الذهب في السوق المحلية 4035 ليرة تركية، فيما استقر سعر أونصة الذهب عند 3255 دولاراً، رغم خسارته نحو 1.90% من قيمته هذا الأسبوع.
تذبذب في الأسواق… والأونصة تبحث عن التوازن
شهدت أسعار الذهب خلال الأيام القليلة الماضية ضغوط بيع لجني الأرباح، ما أدى إلى تراجع الأونصة أمس حتى مستوى 3200 دولار. إلا أنها عادت صباح اليوم لترتفع إلى 3255 دولاراً، في محاولة للتماسك والبحث عن نقطة توازن.
وفي السوق التركية، تم تسجيل أدنى سعر للغرام أمس عند 3960 ليرة، بينما بلغ سعر البيع في محال الصاغة بسوق “كابالي تشارشي” صباح اليوم 4135 ليرة. وسجل سعر ربع الليرة الذهبية 6750 ليرة تركية.
بيانات التوظيف الأمريكية في صدارة المشهد
تتجه أنظار الأسواق العالمية اليوم نحو بيانات التوظيف في القطاعات غير الزراعية بالولايات المتحدة لشهر أبريل. ويرى محللون أن صدور نتائج دون التوقعات، إلى جانب غياب التقدم في المفاوضات التجارية، قد يؤدي إلى دفع الذهب للارتفاع مجدداً، خاصة إذا زادت التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
الرسوم الجمركية والتوترات التجارية تؤثر على المعدن الأصفر
يتابع المستثمرون عن كثب مفاوضات الرسوم الجمركية التي بدأت تشهد تصريحات أكثر اعتدالاً في الآونة الأخيرة. ويؤكد المحللون أن التوصل إلى اتفاقيات تجارية ذات مغزى يمكن أن يدفع رؤوس الأموال نحو الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والسلع، على حساب الذهب الذي يعتبر ملاذاً آمناً، ما قد يؤثر سلباً على بريقه.
محللون: التراجع الحالي فرصة للشراء
أشار محللو TD Securities إلى أن التراجع الأخير في أسعار الذهب قد يشكل فرصة جيدة للشراء، متوقعين أن تهبط الأونصة إلى 3000 دولار في حال تحسن الأجواء السياسية والتجارية، قبل أن تعود إلى مستويات 3500 دولار في الربع الأخير من العام. وعلّلوا ذلك بأن الوقت ربما تأخر لعقد اتفاقيات قادرة على كبح التباطؤ الاقتصادي واحتواء التضخم، مما قد يضطر الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة في الأشهر القادمة.
البنوك المركزية تواصل شراء الذهب
وفي السياق ذاته، قال رئيس استراتيجية السلع في بنك “ساكسو”، أولي هانسن، إن ضعف الاقتصاد الأمريكي سيجبر الفيدرالي على خفض الفائدة، وهو ما قد يدفع البنوك المركزية للاستمرار في شراء الذهب لتعزيز احتياطاتها، وحماية اقتصاداتها من المخاطر الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية.
وبحسب البيانات، اشترت البنوك المركزية حول العالم 243.7 طناً من الذهب خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ 309.9 أطنان في الفترة نفسها من العام الماضي.