في ولاية فان، التي تصدرت تركيا من حيث عدد الحيوانات الصغيرة، بدأت مفاوضات بين المزارعين والرعاة حول الرواتب، حيث يطالب الرعاة براتب شهري يتراوح بين 100 إلى 120 ألف ليرة تركية، بينما يعرض المزارعون مبلغ 60 ألف ليرة فقط. في وقت يؤكد فيه الرعاة أنهم سيعتنون بالحيوانات ليلًا ونهارًا دون أي ضمانات اجتماعية، معربين عن أن الرواتب التي يطالبون بها ليست مرتفعة كما يعتقد المزارعون. من جهة أخرى، يرى المزارعون أن هذه الأجور مرتفعة وأنهم لن يتمكنوا من تحقيق أرباح إذا وافقوا عليها.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتم إخراج كل من الحيوانات الصغيرة والكبيرة إلى المرتفعات، في حين يواجه المزارعون صعوبة بالغة في العثور على رعاة للقيام بهذه المهمة. في حي باهجيجان التابع لمنطقة إيبك يولو في فان، تجمع الرعاة طوال اليوم أمام مسجد حاجي عثمان، في انتظار المزارعين الذين يأتون للتفاوض معهم. إلا أن الفجوة بين العروض التي يقدمها المزارعون والمطالب التي يطرحها الرعاة ما زالت كبيرة.
الرعاة يواجهون ظروف عمل صعبة دون ضمانات
وفي حديثهم عن مطالبهم، أشار الرعاة إلى أنهم قدموا من مناطق مختلفة في فان والمناطق المجاورة، معربين عن صعوبة فهمهم لسبب ارتفاع الرواتب المطلوبة. كما لفتوا إلى أن العمل في رعاية الحيوانات ليلًا ونهارًا لمدة أربعة أشهر في الجبال، دون أي ضمانات اجتماعية، يعد تحديًا كبيرًا، وهو ما يبرر مطالبهم بالحصول على رواتب عادلة تتناسب مع ظروف العمل الصعبة.
المزارعون: “التكلفة الإجمالية مرتفعة”
من جانبه، أوضح المزارع محمد كوتش أنه لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضاته مع الرعاة. وقال: “الرعاة يطلبون بين 100 و120 ألف ليرة شهريًا، وهو مبلغ لا أستطيع تحمله، لأننا يمكننا دفع 60 ألف ليرة فقط. مع المصاريف، تصل تكلفة الراعي إلى 80 ألف ليرة. وإذا كان هناك راعيان، فإن التكلفة سترتفع إلى 160 ألف ليرة. إذا كان عليّ أن أعتني بـ 70 رأسًا من الحيوانات الكبيرة لمدة 4 أشهر، فسيكون من الأفضل ترك الحيوانات للراحة بدلاً من رعايتها. في ظل هذه الظروف، لا يمكن تحقيق الأرباح.”
الرعاة يطالبون براتب يتناسب مع مسؤولياتهم
أما الراعي حم دولاه جفتجي، الذي يعتني بالحيوانات ليلًا ونهارًا في الجبال، فقال: “نحن نطلب على الأقل 100 ألف ليرة شهريًا. لكن المزارعين يرون أن هذا المبلغ مرتفع. نحن نتحمل مسؤولية كبيرة في رعاية الحيوانات طوال اليوم. لذلك، يجب ألا يُعتبر الراتب الذي نطلبه مبالغًا فيه.”